هذه الصفحة تعتمد على صفحات الطرز المتراصة (CSS)
|
2004/06/10

نَصير شَمَّة

شهدت نصير شمة لأول مرة في مثل هذه الأيام من عام 2000. ذهبت و أسرتي و صديقة أمريكية كانت تمضي آخر أيامها في القاهرة بعد عام من الإقامة و الترحال و الدراسة.

كان المسرح الصغير في دار الأوبرا ممتلئا عن آخره. منذ أول وهلة لاحظت أنه يعزف العود بطريقة مختلفة؛ يضرب الأوتار بيده المجردة في ضربات تشبه عزف الجيتار، بلا زخرفة و صد و رد كما في أسلوب العازفين الآخرين. فكرت: هل هكذا كان يُعزف العود علىٰ أيام العباسيين، و ربما في الأندلس؟

دققت نظري في عوده محاولا عد أوتاره التي كنت أشك أنها أكثر من ست. في حفل آخر تأكدت أن في عوده ثمانية أوتار، ثم ذكر هذا هو في حفلات تالية، عندما بدأ يتحدث مع الجمهور أكثر عن موسيقاه.

بين مقطوعتين، قامت سيدة في الصالة و هتفت: تحية للعراق فالتهبت أكف الحضور بالتصفيق أكثر. كان يحضر الحفل سفير دولة في أمريكا اللاتينية.

حضرت حفلات عديدة لنصير شمة منذ ذلك الوقت في مناسبات مختلفة و في أماكن عدة في القاهرة، من أكثر ما أعجبني منها حفل حضرته في بيت الهراوي في رمضان منذ عامين صحِبته فيه فرقته عيون. العزف الجماعي أجمل في رأيي. طبعا مهارته الفائقة محط إعجاب لكل من يراه لأول مرة؛ مسكته للعود و الأصوات غير المعتادة التي يستصدرها من العود؛ عزفه بيد واحدة أحيانا...بل أكاد أقول عزفه بمرفق يده. لكنه يعجبني أكثر عندما يركز في الموسيقىٰ لا الاستعراض.

في حفل في قصر المانسترلي في شم النسيم الماضي، طرأ لي أنه يمكن أن يكون مؤلفا لا يضاهىٰ للموسيقىٰ التصويرية، التي هي دائما أضعف ما في الأفلام المصرية. مثلا مقطوعته رقصة الفرس أو العامرية، التي يحاكي فيها أصوات غارة جوية!

تعليق واحد

  1. مع إنني أتابع يومياتك أو مكتوباتك أو بلوجاتك، إلا إنني اليوم أول مرة أقرأ ما كتبت عن نصير شمة، أتذكر أول حفل حضرته لهذا الفنان كان أيضا خلال شهر رمضان في بيت الهراوي من عامين مضيا أي عام 2002، وقد انبهرت بطريقة عزفه ونوع الموسيقى التي كان يعزفها. ولكن…أعيب على هذا الفنان كثرة تكراره لنفس المقطوعات الموسيقية وكثرة اشتراكه في الحفلات التي تقام في القاهرة، فمثلا إذا أخذنا ساقية الصاوي كمثال فسوف نجد ، لبرنامج الساقية كل شهر تقريبا لا يخلو من حفلة لنصير شمة وهذا يبعث الممل على المشاهدين أو على الأقل أنا أشعر بالملل من كثرة تكرار نقس المقطوعات. إلا أنني يجب أن أعترف أن نصير شمة مازال يمثل لون فريد من الموسيقى العربية وأنه فنان موهوب وله القدرة على التنويع.

      الست نعامة @ 11:30 2004/09/12

عذرا، التعليقات مقفلة.