هذه الصفحة تعتمد على صفحات الطرز المتراصة (CSS)
|
2005/07/21

ديموقراطية مملكة الرب

لفت رامي نظري إلىٰ نقاش شيق دائر في هو الله أحد بدأ بتدوينة عن الحرب في القرآن و تفرعت إلىٰ ممارسة الديموقراطية في مملكة الرب.

نمط الديموقراطية المباشرة الذي تكلم عنه أحمد كان هو النمط الأولي للديموقراطية في أثينة القديمة عندما كان عدد سكانها لا يزيد عن عدد سكان حارة في حي شعبي، و عدد من لهم حق التصويت أقل من ذلك المواطنون الذكور البالغون.

مع الفارق أنه أضاف إليه في الممارسة هيراركية هرمية و هو ما يعني في علم التنظيم استطالة قنوات الاتصال مما قد يترتب عليه ابطاء عملية الاتصال و التقليل من كفاءتها بما يعنيه هذا من تغير الرسالة الأصوات في هذه الحالة في الطريق. لكن بما أنه يتكلم عن مجتمع يوتوبي و أفراد مثاليين فنظريات العالم الحقيقي لا تنطبق، كما علق رامي :)

هذا النمط من الديموقراطية المباشرة لم يكن ممكنا حتىٰ وقت قريب، لكنه قد يصبح ممكنا في المستقبل غير البعيد عندما تتقدم وسائل الاتصال و النقل و تكتمل المنظومات المكملة لها، و تزداد كفائتها و جدواها الاقتصادية.

تصوَّر المشتغلون بالمستقبليات مثل هايدي و ألفن توفلر و علماء الاجتماع أن المجتمعات عندها ستبدأ في التحول مرة أخرىٰ إلىٰ مجتمعات صغيرة غير مركزية منتشرة علىٰ مساحات أكبر من الأرض.

لن يعود الناس بحاجة إلىٰ الانتقال اليومي إلىٰ مراكز الإنتاج ليتمكنوا من ممارسة عملهم لكسب عيشهم لأن مراكز الإنتاج نفسها ستكون موزعة.

المدن الكبرىٰ المكتظة التي تتمركز في قلوبها وحدات الإنتاج قد تبدأ في التفكك و ينشأ تيار جديد من الهجرة العكسية منها إلىٰ الريف و الأماكن النائية، و هو اتجاه قد بدأ يلقىٰ قبولا في العالم الغني.

نموذج المدرسة\المصنع بتماثلهما الفائق الذي يحتشد فيه عدد كبير من التلاميذ\العمال ليتلقوا علما موحدا منمطا أو لينتجوا وحدات متماثلة منمطة سيحل محله نمط آخر من التعليم الانتقائي المنزلي أو قد يختار الطلبة أن يتتلمذوا علىٰ أساتذتهم عن طريق الاتصال أو الانتقال بشكل فردي كما يكان يحدث في الماضي. لن تكون هناك حاجة لتخريج تلاميذ موحدين منمطين ليعملوا في مصانع الإنتاج الكبير التي تشترك معها في الطوابير و ساعة الدخول و الخروج و جرس ينظم فترات العمل و الراحة.

بالإضافة إلىٰ هذه التصورات التي وضعها مفكرون غربيون، فإنهم يتصورون أيضا أن نمط الأسرة النووية الذي ساد في الغرب و الذي يهجر فيه الأبناء المنزل بمجرد أن يصبحوا قادرين علىٰ الاعتناء بأنفسهم سيحل محله النمط القديم الذي تسوده الأسر الممتدة حيث تعيش أجيال متعاقبة في نفس المكان بعد أن لم يعد واجبا علىٰ الأبناء أن يبحثوا عن رزقهم بعيدا عن موطنهم.

هذا في العالم المتقدم. أما ما سيكون عليه الحال عندنا فهو ما لا أعلم إن كان أحد قد اهتم بالتنظير له و استشرافه.

هل نستمر في تعقب خطىٰ العالم المتقدم عبر متاهات التاريخ مرتكبين نفس أخطائهم و متلقفين الأفكار و النظريات و التقنيات التي يبدأون هم في التخلي عنها أو تبني أشكال جديدة و نماذج معدلة منها، و نظل لنتعلم بالطريقة الصعبة؟ أم هل ستحدث طفرة اجتماعية في نفس الاتجاه؟ أم في اتجاه آخر لتنشأ حضارة جديدة مقابلة للحضارة الغربية و متمايزة عنها؟

(2) تعليقات

  1. ذكّرتني يا ألف أنّني لم أنهِ بعد كتاب “نحو بناء حضارة جديدة” (عنوان الترجمة العربيّة) لألفن توفلر الذي بدأته من حوالي سبع سنوات!!
    كان يتصوّر أن تحلّ الخدمات محل الصناعة والزراعة، وسنرى!
    أعتقد أنّه بحاجة لزيارة القاهرة والجيزة ثم حلوان ثم شبرا ثم الطريق الزراعي إلى الأسكندريّة ليعدّل نظريّاته :)

    ـ

      R @ 17:18 2005/07/21

  2. سمعت عن الكتاب بس ماقرأتوش الحقيقة. المهم لا أعتقد ان أحد هنا شغل باله بهذه الفكرة. وهاينتظروا الدول الأخرى ونتبعهم.

      الست نعامة @ 13:03 2005/07/25

عذرا، التعليقات مقفلة.