هذه الصفحة تعتمد على صفحات الطرز المتراصة (CSS)
|
2006/04/22

ثيتا خضراء كبيرة

منذ خمسة عشر عاما كانت أكياس البلاستيك رفاهية لا ينالها سوىٰ من يتسوقون في المحال الفخمة القليلة في البلد.

و كان من يحصل علىٰ كيس بلاستيك نتيجة شروة ما يعامله معاملة الغالي النفيس، فيغسله و يجففه و يعيد استخدامه مرة بعد مرة، و يحرص إن أعطىٰ أحدا شيئا أن يضعه له في كيس محترم.

لا زلت أذكر حقيبة التموين الضخمة ذات العجلات و ذراع السحب التي كانت تستعملها جدتاي، وشبكة الخضروات الخضراء ذات اليد الدائرية الكبيرة.

الآن أصبحت أكياس البلاستيك تطير حولنا في كل مكان!

Θ

يُصر أصحاب محلات البقالة و عمال السوبر ماركت علىٰ وضع ما أشتريه في كيس بلاستيك حتىٰ لو رفضت، و حتىٰ لو كان كل ما اشتريت شيئا واحدا بحجم اليد. يعتبرونها كرما أو مجاملة أن يضع كل قطعتين في كيس كبير بمفردهما! ويستغربون رفضها، و يعتبر الكثيرون مسك ما اشتريته في يدك عيبا!

العمر الاستخدامي لمعظم هذه الأكياس قصير جدا، لأن الغالب الرخيص منها رديء الصنع و بالكاد يكمل رحلة عودة المتسوق إلىٰ منزله. كما أن وفرتها لا تشجع المستهلكين علىٰ إعادة استخدام القليل الجيد منها بنفس حرصهم القديم علىٰ ذلك. و النتيجة أن معظم نفاياتنا تتكون من أكياس البلاستيك التي يصل جزء منها إلىٰ مطامر النفايات علىٰ حواف المدن، حيث تنتظر تحللها في بضعة عشرات الألوف من السنين، و جزء كبير منها إما يحرق مطلقا الدايوكسينات المسرطنة، أو يطير في الهواء حولنا ليمنح الربيع مذاقا خاصا.

ستندهش من المدىٰ الذي تصل إليه أكياس البلاستيك بعيدا عن العمران. و ستجدها عالقة في النباتات الصحراوية علىٰ جانبي الطرق في أماكن تبدو للوهلة الأولىٰ نائية و بعيد عن العمران و الأنشطة البشرية. مزارع البلاستيك الشيطانية.

Θ

في مثل هذه الأيام من عام 2004 و تزامنا مع يوم الأرض (الذي في أبريل، إذ يوجد اثنان)، نظمت مجموعة من محبي الطبيعة و المحافظة علىٰ البيئة، أغلبهم من جماعة صحارىٰسفاري، حملة ليوم واحد لتنظيف وادي دجلة الذي يقع جنوب ضاحية المعادي، و الذي كان بمثابة مزار جيولوجي و إيكولوجي يتميز بقربه من المدينة و مهرب صحراوي خلوي للكثير من العائلات و الشباب في ما مضىٰ قبل أن يزحف عليه العمران و الطرق، و قبل أن تنشأ المحافظة إلىٰ جواره مكبا للنفايات و قبل أن تعلنه الحكومة محمية و تبني مركزا قبيحا للزوار و بوابات للتذاكر لما بقىٰ منه.

كانت حصيلة الجهد الذي شارك فيه أكثر من 180 متطوعا، و نظمته مجموعة من الشباب منهم صاحب لأشجار، أكثر من 14 بالة جوالا كبيرة يكاد يكون كل محتواها من أكياس البلاستيكية الخفيفة التي جمعت من الوادي. كانت الحملة منظمة تنظيما عاليا يفوق في كفاءته ما يحققه المحترفون. روَّجَت له و غطته الإذاعة و مطبوعات و التلفزيون.

تصميم شهادة مشاركة في حملة وادي دجلىٰ 2004

لم تكن الرسالة الرئيسية للحملة أن يتشارك عشاق الوادي الجميل في تنظيفه و حسب، بل أن يلفتوا الأنظار إلىٰ ما يمكن أن ينجزه التطوع و التنظيم الجيد، و إلىٰ خطر الأكياس البلاستيكية بشكل عام و إثارة حوار حولها و يتطرق إلىٰ ترشيد استخدامها و بدائلها.

كانت الخطوة التالية هي حملة للترويج للعودة إلىٰ استخدام أكياس القماش ذات العمر الطويل في التسوق و علىٰ الأخص في التسوق اليومي للضرورات و المستهلكات، بدلا من تلك البلاستيكية؛ لكن انشغال المنظمين في شؤونهم الخاصة و عدم اكتمال دراسات الجدوىٰ المتعلقة حال دون اتمامها.

لكن الفكرة لا تزال قائمة لمن يريد تنفيذها.

(9) تعليقات

  1. للعلم فقط ، نحن في مصر نشيطون جدا في اعادة تصنيع البلاستيك ، كما تعلم الأكياس و العلب البلاستيكية تحتاج الى سنوات طويلة لكي تتحلل ، كذلك فأن المصدر الخام للبلاستيك مرتفع الثمن ، نحن نقوم بعمليات فرز و توضيب للزبالة التي تخرج من بيوتنا يوميا ، نقوم بفصل الورق و البلاستيك و المعادن عن باقي محتويات الزبالة ، و في العادة يتكون الباقي من مواد عضوية متنوعة ، تصلح أن تكون سماد طبيعي أو غذاء للخنازير المنتشرة في المزابل ، بعد ذلك تذهب بقايا البلاستيك الى مطانع الأكياس البلاستيكية و غيرها ، و بقايا الورق الى مصانع العلب الكرتونية ، في العادة الورق المعاد تصنيعه يكون غير صالح للاستخدام كورق للطباعة أو الكتابة .
    تخيل كيف سيكون الحال بدون هذه العملية الطويلة المعقدة ، ستنتشر بقايا الأكياس في فضاء القاهرة و على سطح مياه النيل .
    البلاستيك مادة بشعة ، خانقة ، مصدرها منفر (البترول) و طريقة اعادة تصنيعها أشد تنفيرا ، و لكن للأسف الاتجاه للبلاستيك كان حتميا ، و بديلا للورق المقوى ، الاستمرار في استهلاك الورق يعني بكل بساطه تدمير الاحتياطي العالمي من الأشجار ، عملي يتطلب التعامل مع الأخشاب بشكل يومي ، لا تتخيل مدى ارتفاع أسعار الأخشاب في مصر خلال الخمس سنوات الماضية ، لك أيضا أن تتخيل مستوى الأخشاب السيء ، و كأننا نقطع جيلا سيئا من الأشجار ، ما أعنيه أنه حتى مع الاستمرار في استعمال البلاستيك فان الثروة الشجرية في العالم مهددة

      spring @ 17:32 2006/04/22

  2. What about using metal car with wheels very similar to the ones in the big supermarkets? It is better for the environment and easy to use and can be manufactured to be folded and put in the back of the cars and it is easy to those who like to walk to the market.

     W.N @ 03:56 2006/04/23

  3. لكن يا ربيع البلاستيك الذي تصنع منه الأكياس الرخيصة غير قابل لإعادة التدوير بشكل مجد بالتكنولوجيا الحالية، حسبما أعلم.

    الحفاظ على الغابات مطلب أساسي للمدافعين عن البيئة و محبي الاشجار و الورق ليس البديل المطروح. لكن البلاستيك في هذه الحالة ليس بديلا عن الورق المقوى، فنحن ندعو لاستعمال الأكياس القماشية، كما أنه توجد حاليا لدائن مصنوعة من مواد طبيعية و قابلة للتحلل في زمن وجيز، و نفس الشيئ بدائل للخشب و الورق المقوى، منها مثلا قش الرز.

      ألِف @ 11:21 2006/04/23

  4. هناك قاعدة معروفة في مسألة اعادة التصنيع ، بشكل عام يجب أن يحتوي المنتج النهائي على نسبة معينة من الخام النظيف ، الى جانب الخام المعاد تصنيعه ، تسري هذه القاعدة بنسب مختلفة ، فنسبة الورق القديم الى الورق الجديد مختلفة عن نسبة البلاستيك الجديد الى البلاستيك القديم ، و هناك أيضا اختلاف في اعادة الري بمياه الصرف (و هو بالمناسبة موضوع أهم مما نتكلم عنه) ، هنا في مصر لا نحترم أي معايير أو مقاييس ، و مصانع البلاستيك في مصر تعتبر بنت عم الزبالة ، كدلالة على أن المصنع يكاد لا يستخدم أي خام جديد في عملية اعادة التصنيع
    سترى هذا واضحا في انهيار مستوى أكياس البلاستيك ، قديما كان سمك الأكياس أكبر ، و كانت بلا رائحة ، اليوم أصبحت الرائحة عاملا مشتركا حتى بالنسبة للأكياس الملونة ، و هو دليل على تغيير نسب خلط الخام الجديد بالنسبة للخام المستعمل
    أما عن البدائل فتذكر أن الحل ليس بيئيا بقدر ما هو افتصادي ، ربما في اوروبا حيث الشكوى المرة من التلوث تكون هذه البدائل اقتصادية ، و لكن هنا في مصر الأمر يصعب تخيله ، الى الان جدتي تحمل العيش و الخضار في الشنطة الشبكية ذات الحلقتين الكبيرتين ، و عندما ناول احدهم جدي بضاعة في كيس بلاستيكي بدلا من لفة الورق المعتادة ، رمىة جدي في وحهه البضاعة و أقسم الا يشتري منه أبدا ، و لكن مع الوق اصبح الجميع يتعامل – كما ذكرت – بالأكياس البلاستيكية ، و السبب الوحيد أنها أرخص
    على المدى البعيد سنجد أن الأكياس الورقية أو القماشية ، و علب الورق المقوى أرخص بكثير ، اذا اخذنا في الاعتبار الانفاق على مقاومة التلوث ، و علاج الأمراض ذات الصلة بالتلوث ، و الأبحاث التى تجرى للتوصل الى علاجات ضد هذه الأمراض
    من ناحية اخرى محزنة تماما ، نحن لا ننفق جنيها واحدا لمقاومة التلوث ، كذلك لا نعرف أصلا ما هي الأمراض الناتجة عن انشار التلوث في مصر ، و بالتالي لا ننفق شيئا على ايجات علاجات لهذه الأمراض ، و بالتالي فحتى الان أكياس البلاستيك هي البديل الأرخص للاكياس الورقية

      spring @ 14:11 2006/04/23

  5. Good Idea.
    U made me notice that many many places in the US use paper bags, like safeway, albertson’s etc..
    But, I think their might be an economic obstacle on implementing this plan.

      El3en Elsehrya @ 02:24 2006/04/24

  6. [...] ثيتا خضراء كبيرة [...]

      سردال » تعلم البرمجة مع مايكروسوفت … وروابط أخرى @ 04:53 2006/04/24

  7. دائما أستخدم الحقائب القماش ودائما يستغرب الباعة وينظرون لي بنظرات تعجب.
    افتكر برضو زمان لما كنا بنروح نشتري البقالة كنا بناخدها في كيس ورق بني كبير ومربوط بحبل. ايام.

      الست نعامة @ 11:32 2006/04/30

  8. الترويج لاستخدام الأكياس القماشية أمر عظيم,و سأطرحه للجمعية السورية للبيئة قريباًإنشاء الله. ولكن سأكلب المساعدة منك قريباً

      عمرو الفحام @ 13:09 2006/05/04

عذرا، التعليقات مقفلة.